نادية الفواز- سبق- أبها: أكّد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، أن توجُّه القيادة الرشيدة في تعزيز العمل الخيري التنموي في المملكة جاء اتباعاً لنهج الملك خالد بن عبد العزيز - رحمه الله – الذي عمل بإخلاصٍ واجتهادٍ وصدقٍ وإخلاص النية والحرص على مصلحة الوطن.
وبيّن سموه خلال تتويجه، مساء أمس، الفائزين بجائزة الملك خالد في فندق فورسيزونز بمدينة الرياض، أنه لا يمكن نسيان إنجازات الملك خالد - رحمه الله - الذي عمل لمصلحة الوطن والمواطن.
وقال الأمير سلمان إن هذا النهج سار عليه قادة البلاد منذ عهد الملك عبد العزيز - رحمه الله - مروراً بالملك سعود، والملك فيصل، والملك خالد، والملك فهد، والملك عبد الله، وولي عهده - رحمه الله - الأمير سلطان، والأمير نايف، وأن ذلك ليس بمستغرب حيث قامت هذه البلاد على العقيدة الإسلامية ونبذ بذور هذه الأرض من أولها محمد بن سعود والدولة الثانية الإمام تركي بن عبد الله، وهذه الدولة التي بها نحن الان التي بدأها الإمام عبد العزيز من الرياض حتى تحققت بها الوحدة واجتماع شمل هذا الشعب.
وأضاف: "أرى أمامي الآن أبناء الوطن من كل الاقاليم، فنحن والحمد لله في ظل الشريعة الإسلامية في بلدنا وشعب متطور؛ يشعر كل منهم بالأخوة الى الآخر".
وتابع: "الملك عبد الله يُوصينا بالاعتناء دائماً بخدمة الشعب والوطن والعقيدة قبل كل شيء، فنحن في أمنٍ وأمانٍ في جميع أنحاء المملكة، ومؤسسة الخير تعمل في جميع أنحاء المملكة".
وقال ولي العهد: "نشكر الابن فيصل، وأبناء الملك خالد بن عبد العزيز، وبناته، على عنايتهم بالمؤسسة"، مؤكداً أنهم سائرون على نهج آبائهم وأجدادهم.
وأضاف: "الحمد لله الذي شرّفنا بالشريعة الإسلامية وبشعبٍ متآخٍ وملكٍ يُوصي بالعمل الخيّر والأعمال الخيرية، لذلك أشكركم جميعاً ولا أنسى أن الأمير نايف بن عبد العزيز الأخ والصديق منذ الصغر".
من جهته، قال الأمير فيصل بن خالد أمير منطقة عسير رئيس هيئة الجائزة: "في مؤسسة الملكِ خالدٍ الخيرية، وفي غيرِها من نظائرِها، وفي كل فعلٍ وطني رسمي أو أهلي جماعي أو فردي تبرز إجاباتٌ واضحةٌ وشافية عن أسئلة ليس لها وجودٌ إلا في أذهانِ مبتكريها من المرجفين الواهمين".
وأضاف: "فرغمِ الأحداث والقلاقل، ورغم الأقاويلِ والأراجيفِ والشائعات، ورُغم ما يحيطُ برسوخنا من تحولاتٍ عاتية، نبقى عاكفينَ على تنميةِ وطننا، ونواصل بناءنا وبناء ما بين أيدينا، لتكونَ الإجابةُ الرئيسةُ: إنَّها المملكة العربيةُ السعوديةُ أيها الحالمون الواهمون، إنها المملكة العربية السعودية أيها المتربّصون، إنها المملكة العربية السعودية أيها الناكرون، وهي أكبر من أوهامكم وأقوى من أفعالكم، وأعظم من أن تتأثر بأمثالكم من ذوي الأفكارِ الضيقة، والعقول الصغيرة، والرؤى الحزبيةِ التي لا تقومُ على مبدأ، ولا تنطلق من إحساس بالمسؤولية".
وتابع: "نعم، إنَّها المملكة الراسخة منذ توحيدِها على يدِ مؤسسها العبقري عبدِ العزيز بنِ عبد الرحمن بن فيصل - رحمه الله - وجزاه خير الجزاء حتى عهد قائدها المخلصِ الصادق عبدِ الله بنِ عبدِ العزيز – حفظه الله وأيّده".
وواصل: "وأَزيد فأقول: نعم: إنَّها المملكةُ العربية السعودية، تلك الصامدة في وجه كل عاصفة تمر من حولِها غيرَ قادرةٍ على أنْ تغيرَ رسوخَها شبراً واحداً".
وقال الأمير فيصل بن خالد: "هذهِ بلادُ عبدِ الله الذي يفعلُ من أجْلِها وشعبِها ما يفُوقُ التَّوَقَّعات ويتجاوزُ الطموحات، وهذه بلادُ سلمانَ الذي يَعرِف عنها ومنها أدَقَّ التفاصيل، فيعملُ مُرْتَكِزاً على قاعدةٍ معرفيّةٍ تاريخيةٍ وفكريةٍ وسياسيةٍ وإدارية، ليكون قيادياً أنموذجاً، بعدَ أنْ قدّم الكثير يعملُ في كلِّ اتجاه، فهل تملكُ الدنيا قيادةً كعبدِ الله وسلمان؟ لا والله فالحمدُ للهِ حمْداً يليقُ بعظمته وجلاله".
وقال أمير عسير: "مِنْ خلالِ العملِ المؤسسيِّ المُنَظَّم، نسعى في مؤسسةِ الملكِ خالد الخيريةِ، إلى تكريسِ قيمِ الملكِ خالد - رحمه الله تعالى - الذي كانَ أنموذجاً للصدقِ في التعاملِ، والإخلاصِ في العمل، والعطاءِ الذي ليس له حدود".
وأضاف: "وتأسيساً على أنَّ قاعدةَ عَمَلِنا في هذهِ المؤسسةِ هي تطويرُ العملِ الخيريِّ ودعمُه ونشرُ ثقافتِه بوصفِها ممارسةً مَدنيَّةً حضارية، كانتْ جائزةُ الملكِ خالد بفروعها التي تتعدّد وتتحد في الوقت نفسه تتعدّد في المستهدفات والأنواع وتَتَّحِدُ في اتِّكائِها على فكرةٍ رئيسةٍ هي: الرُّقِيُّ بالمؤسساتِ الاجتماعيةِ بوصفِها ركيزةَ التنميةِ المُستدامةِ ومُنْطَلقَ تنميةِ الإنسان".
وتابع: "وأمامَ هذا الواقع كانَ على جائزةِ الملكِ خالد أنْ تَلْتَفِتَ إلى رجالٍ سبقُونَا إلى جوارِ الربِّ الكريم، لكنهم أبقوا فينا الكثيرَ والكثير، أبقوا فينا الكثيرَ من الأفعالِ والآثارِ والقيم، ولهم علينا وفاءٌ لا يوازي ما قدَّمُوه، ولذا – وبناءً على المعاييرِ الدقيقة – رأتِ الجائزةُ في هذا العامِ أنْ تَشْرُفَ باسمِ نايفِ بنِ عبدِ العزيز - رحمه اللهُ تعالى – واسمُه كافٍ عن ذِكْرِ مآثرِهِ وخِصَالِهِ وأعْمالِه، لأنَّها كالشَّمْسِ التي لنْ يزيدَها التعريفُ بها تعريفاً".
واستدرك: "كما لا يفوتنا أن نهنئ الفائزين بالجائزة الذين ساهموا بأعمالهم في تقديم إنـجازات وطنية متميزة أسهمت في رقي وخدمة الوطن والمواطن".
وقال أمير عسير: "تَعْجَزُ اللغةُ عن أنْ تُعبِّرَ عن أسمى وأبلغِ آياتِ الشكرِ والامتنانِ والعِرفان، إلى مقامِ الملكِ العادل المخلصِ سيدي خادمِ الحرمين الشريفين الملك عبدِ الله بنِ عبد العزيز، وإلى سموِّ سيدي وليِّ عهدِه الأمينِ المُؤتَمَنِ العارفِ الفاعلِ سلمانِ بنِ عبدِ العزيز، وإلى سموِّ النائبِ الثاني، على رعايتِهم الكريمةِ لهذهِ المؤسسة، ولهذهِ الجائزة، وعلى دعمِهم أعمالَ الخيرِ في كلِّ اتجاه .. حفظهُمُ اللهُ جميعاً .. وأدامَ اللهُ علينا وحدتَنا وأمنَنَا، وأعادَ كَيْدَ الكائدينَ إلى نحورِهم ، إنَّه سميعٌ مٌجيب".
وشاهد الحضور عرضاً مرئياً اشتمل على أعمال الفائزين بفروع الجائزة الثلاثة، وإسهاماتهم في بناء الإنسان وتنمية المجتمع.
وسلّم سمو ولي العهد جائزة الملك خالد التقديرية لصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية، وهي الجائزة التي فاز بها الفقيد صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز - رحمه الله – نظير إنجازاته الوطنية التي أسهمت في رقي وخدمة الوطن والمواطن.
كما قام راعي الحفل بتتويج الأستاذ بدر بن عبد المحسن العُمري، بجائزة الملك خالد لشركاء التنمية في عامها الأوّل، عن إعداده مبادرة "دمج فئة الصم في المجتمع السعودي" الهادفة إلى ربط مجتمع الصم السعودي بالناطقين في المملكة العربية السعودية والعالم، إذ تمكّنت هذه المبادرة في حصد جائزة هذا الفرع عبر آلية التصويت الجماهيري الإلكتروني وبنسبة تزيد على (37 %) من الأصوات للمبادرات الثلاث المرشّحة لنيل الجائزة.
تلا ذلك تسليم الفائزين بفرع "التميّز للمنظمات غير الربحية" جوائزهم من راعي الحفل.
















































